أسبّح باسمك الله
وليس سواك أخشاه
وأعلم أنّ لي قدرا سألقاه .. سألقاه
وقد علمتُ في صغرى بأنّ عروبتي شرفي
وناصيتي وعنواني
وكنّا في مدارسنا نردّد بعض ألحان
نغني بيننا مثلا
بلاد العُرب أوطاني - وكلّ العُرب إخواني
وكنّا نرسم العربي ممشوقا بهامته
له صدرٌ يصدّ الريح إذ تعوي
مُهابًا في عباءته
وكنّا محض أطفال
تحرّكنا مشاعرنا
ونسرح في الحكايات التي تروي بطولتنا
وأنّ بلادنا تمتدّ من أقصى إلى أقصى
وأنّ حروبنا كانت لأجل المسجد الأقصى
وأنّ عدونا صهيون
شيطانٌ له ذيل
وأنّ جيوش أمّتنا
لها فعل كما السيل
سأبحر عندما أكبر
أمرّ بشاطئ البحرين في ليبيا
وأجني التمر من بغداد في سوريا
وأعبر من موريتانيا إلى السودان
أسافر عبر مقديشو إلى لبنان
وكنت أخبئ الأشعار في قلبي ووجداني
بلاد العُرب أوطاني - وكلّ العُرب إخواني
وحين كبرت
لم أحصل على تأشيرة للبحر
لم أبحر
وأوقفني جوازٌ غير مختومٍ على الشباك
لم أعبر
حين كبرت
لم أبحر ولم أعبر
كبرت أنا
وهذا الطفل لم يكبر
تُقاتلنا طفولتنا
وأفكارٌ تَعلّمنا مبادئها على يدكم أيا حكام أمتنا
تُعذّبنا طفولتنا
وأفكارٌ تَعلّمنا مبادئها على يدكم أيا حكام أمتنا
ألستم من نشأنا في مدارسكم
تعلّمنا مناهجكم
ألستم من تعلّمنا على يدكم
بأنّ الثعلب المكّار منتظرٌ
سيأكل نعجة الحمقى إذا للنوم ما خلدوا
ألستم من تعلّمنا على يدكم
بأنّ العود محميٌّ بحزمته، ضعيفٌ حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
ألستم من تعلّمنا على يدكم
أن اعتصموا بحبل الله واتّحدوا
لماذا تحجِبون الشمس بالأعلام
تقاسمتم عروبتنا ودَخَلاً بينكم صِرنا كما الأنعام
سيبقى الطفل في صدري يعاديكم
تقسّمنا على يدكم، فتبّت كلّ أيديكم
أنا العربيّ لا أخجل
ولدتُ بتونس الخضراء من أصل عُمانيّ
وعمري زاد عن ألف وأمي لم تزل تحبل
أنا العربي في بغداد لي نخلٌ
وفي السودان شرياني
أنا مصري موريتانيا وجيبوتي وعَمّانِ
مسيحي وسني وشيعي وكردي ودرزي وعلوي
أنا لا أحفظ الأسماء والحكّام إذ ترحل
تشتّتنا على يدكم
وكل الناس تتكتّل
سئمنا من تشتّتنا وكلّ الناس تتكتّل
ملأتم فكرنا كذبا وتزويرا وتأليفا
أتجمعنا يد الله، وتُبعدنا يد الفيفا؟
هجرنا ديننا عمدًا
فعدنا الأوس والخزرج
نولي جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج
أيا حكام أمتنا سيبقى الطفل في صدري يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربيَّ متّحدا
فلا السودانُ منقسم
ولا الجولانُ محتلّ
ولا لبنانُ منكسر، يداوي الجرح منفردا
سيجمع لؤلؤاتِ خليجنا العربيّ في السودان يزرعها
فينبت حبها في المغرب العربي قمحا
يعصرون الناس زيتا في فلسطين الأبية
يشربون الأهل في الصومال أبدا
سيخرج من عباءتكم رعاها الله
للجمهور متّقدا
هو الجمهور لا أنتم
هو الحكام لا أنتم
أتسمعني جحافلكم؟
أتسمعني دواوين المعاقل في حكومتكم؟
هو الحكام لا أنتم ولا أخشى لكم أحدا
هو الإسلام لا أنتم، فكُفّوا عن تجارتكم
وإلّا صار مرتدّا
وخافوا إنّ هذا الشعب حمّال
وأنّ النوق إن صرمت
فلن تجدوا لها لبنًا ولن تجدوا ولدا
أنا باق وشرعي في الهوا باق
سقينا الظلم أوعية
سقينا الجهل أدعية
مللنا السقي والساقي
أحذّركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وإن ضعفت
فحبل الله مفتول
سأكبر تاركا للطفل
فرشاتي وألواني
ويبقى يرسم العربيَّ
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحاني
بلاد العُرب أوطاني
وكلّ العُرب إخوانى