#ﻗﺼﺔ
ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺇﻣﺮﺃﻩ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻣﺴﻨﺔ ﺇﻧﺎﺀﻳﻦ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺗﺤﻤﻠﻬﻤﺎ ﻣﺮﺑﻮﻃﻴﻦ ﺑﻌﺎﻣﻮﺩ ﺧﺸﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﻧﺎﺀﻳﻦ ﺑﻪ ﺷﺮﺥ ﻭﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺑﻪ ﻧﺼﻒ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻘﻂ
ﻭﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻛﺎﻣﻠﺘﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻞ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺑﺈﻧﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻤﻠﻮﺀ ﻭﺁﺧﺮ ﺑﻪ ﻧﺼﻔﻪ .
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﺰﻫﻮﺍً ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ
، ﻭﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺥ ﻣﺤﺘﻘﺮﺍً ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻪ .
ﻭﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ
" ﺃﻧﺎ ﺧﺠﻞ ﺟﺪﺍَ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻷﻧﻲ ﻋﺎﺟﺰ ﻭﻟﺪﻱ ﺷﺮﺥ ﻳﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ "ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
" ﺃﻟﻢ ﺗﻼﺣﻆ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻚ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ؟ "ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻔﻘﺪ ﻣﻨﻚ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻏﺮﺳﺖ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻭﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮﺩﺗﻚ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ
" ﻭﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺘﻴﻦ ﻗﻄﻔﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻷﺯﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺰﻟﻲ "
ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﺰﻳﻦ ﻣﻨﺰﻟﻲ
ﻛﻞٌ ﻣﻨﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﺿﻌﻔﻪ
ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺮﻭﺧﺎﺗﻨﺎ ﻭﺿﻌﻔﻨﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺣﻴﺎﺗُﻨﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﻣﺜﻴﺮﺓ
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﻥ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻠﻨﻈﺮ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺴﻦٌ ﻟﺪﻳﻨﺎ"