الأديبة الصباغ
هدية .. قصة نشرت في مجموعتي " تكات الخريف " أو " الفرار إلى قفص " لا أتذكر ...
.......
لا أملك من الدنيا سوى حب أمى ، يملأ كيانى ، من شدة حبى لها صرت أشبهها تمامًا كأنى قطعة سقطت منها .
أتى يوم عيد الأم .. ذهبت إلى المدرسة ، رأيت صديقاتى يحضرن للمدرسات هداياهن.
تتغَير الدنيا فى عينى بلون الثوب الذى ترتديه كل هدية ..جاذبية الهدية تشد أنتباهى ، أغفل عن الدنيا إلاَ عنها أتمنى أن أفتحها ؛أرى مايتخفى داخلها.
تذكرت حبيبة قلبى.
-آه لو أملك نقودًا ، لابتعت شيئًا جميلًا ، قدمتك له هدية فأنت الهدية! لكن لا حيلة لى ماذا أفعل؟
كل عام أُقبَلها وتفرح بالقبلة، لكنى أرغب فى هدية تكون مغلفة بلون حبى لها.. لكن من أين لى بها؟
نعم .. قُبلتى سأجعلها مجسمة حقيقية تراها، تحتفظ بها عمرًا دخلت غرفة نومها، أخرجت أصبع من ألوان شفاهها، وضعته على شفتي وأحضرت ورقة قبلتها، كتبت فيها:
أحبك أمى.
هممت بأن أضع الورقة فى علبة لأغلفها.
تدخل علىَ أمى، ترى اللون على شفتي فتلطمنى على وجهى،...
حتى إن الورقة تمزقت في يدي.